مع الإصدار الثاني لها في شهر يوليو، انطلقت مجلة (فوربس للمرأة في الشرق الأوسط) نحو المزيد من التألق كوسيلة نشر رائدة لأخبار النساء المهنيات والكوادر النسائية البارزة ورائدات الأعمال في العالم العربي.

وتتشرف شركة تحسين للإستشارات بعملها في مجالات التعليم والتدريب التقني والتكوين المهني والتوظيف وريادة الأعمال لمواطنات دول مجلس التعاون الخليجي، وقد تم التطرق إلى بعض المواضيع ذات الصلة بتك المجالات المشار إليها، وذلك في العدد الذي أصدرته مجلة (فوربس للمرأة في الشرق الأوسط) في شهر يوليو 2014. وقد قمنا بنشر المقال أدناه. وفي هذا المقال، تحدث الرئيس التنفيذي للعمليات في تحسين للإستشارات، ويزلي شوالييه، مع «هانا ستيوارت»، وهي مُحررة وصحفية تعمل في هذه المجلة العالمية المرموقة، عن العوائق التي تواجه النساء في دخول مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في دول مجلس التعاون الخليجي. وفي مناقشةٍ موسعة، يشرح ويزلي شوالييه التأثير الاقتصادي لنقص الكوادر النسائية العاملة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وما الذي يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي القيام به لتشجيع دخول المزيد من القوى العاملة النسائية في مجالات العمل التقني.

مجلة (فوربس للمرأة في الشرق الأوسط): ما هي أعداد النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في دول مجلس التعاون الخليجي مقارنةً بنظرائهن من الرجال؟

ويزلي شوالييه: النساء العاملات عمومًا في دول مجلس التعاون الخليجي يعملن في مجالات مثل الإدارة العامة والتعليم والعمل الاجتماعي.

وفي العديد من دول مجلس التعاون الخليجي، فإنه من الشائع أن تجد 70% أو أكثر من القوى العاملة النسائية يعملن في القطاع العام.

ومع ذلك، فإن اختلاف هياكل أسواق العمل في دول مجلس التعاون الخليجي يعني أن النساء أكثر استعدادًا للعمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات خارج القطاع العام في بعض الدول أكثر من غيرها. وبينما القوى العاملة من الذكور مُركزة بشدة أيضًا في القطاع العام، إلا أن هناك تحولاً ملحوظاً تجاه العمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في عدة ميادين مثل البناء والنقل والبتروكيماويات والقطاعات الاستخراجية.

مجلة (فوربس للمرأة في الشرق الأوسط): لماذا يوجد هناك عدد قليل منهن في تلك الوظائف؟

ويزلي شوالييه: هياكل النظم التعليمية في دول مجلس التعاون الخليجي، والتخصصات الأكاديمية الموجهة وفقاً للنوع، والنقص في هيئات التدريس النسائية، كل هذه العوامل تعمل على إضعاف قدرة الإناث عن الالتحاق ببرامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وبالتالي إضعاف امكانية ارتياد مجالات التوظيف الفنية. كما أن القرارات الحكومية والمؤسسية التي تقدم برامج مُختارة للنساء فشلت في تغطية مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتي تُعتبر ذات أهمية كبيرة للمجالات التقنية الناشئة في المنطقة. وفي العديد من دول مجلس التعاون الخليجي، لا تتوفر للنساء أيضًا فرص كافية للتعرف على مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في مراحل عمرية مبكرة، مما يعني أنه لا تتوافر لديهن الفرصة لتطوير اهتماماتهن بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

كما أن المعايير الثقافية والاجتماعية تكون ذات تأثير كبير في تحفيز الخيارات المهنية للإناث في دول مجلس التعاون الخليجي وتقليص القطاعات التي ترغب الإناث في العمل فيها.

مجلة (فوربس للمرأة في الشرق الأوسط): ما مدى انتشار هذه المشكلة في المناطق الأخرى من العالم؟

ويزلي شوالييه: الطالبات في دول مجلس التعاون الخليجي يمثلن جزءاً صغيراً من أعداد الطلبة المسجلين في المسارات التقنية في المرحلة الثانوية والتي قد يؤدي التخصص في دراستها إلى العمل في الوظائف ذات الصلة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وتعتبر معدلات التحاق الإناث في المرحلة الثانوية أقل بكثير من مثيلاتها في دول العالم الأخرى الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وفي حين أن الإناث في دول مجلس التعاون الخليجي لديهن مُعدلات أكبر في الالتحاق بالتعليم الفني والتدريب المهني على مستوى التعليم العالي والتي تتساوى مع بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن العديد من الدارسات اللاتي يتدربن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ينتهي بهن المطاف بالعمل في القطاع العام بدلًا من العمل في المجالات التي تدربن عليها. وحجم هذه الاتجاهات، على الرغم من وجودها في بلدانٍ أخرى، يمثل تحدياً إقليمياً فريداً باتجاه الإشارات المجتمعية ومؤشرات سوق العمل والتي تدفع النساء حاليًا نحو الاختيار الضيق جدًا للمجالات المقبولة اجتماعيًا في القطاع العام.

مجلة (فوربس للمرأة في الشرق الأوسط): ما هي العراقيل الرئيسية التي تعيق النساء؟

ويزلي شوالييه: نجاح الإناث في الإلتحاق بمؤسسات التعليم العالي، حيث أصبحت الآن غالبية التسجيل في كل دول مجلس التعاون الخليجي تقريبًا من الإناث، أدى نوعًا ما إلى التغطية على التحدي الإقليمي الناشئ في جذب النساء إلى برامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وما يترتب عليه من دخول سوق العمل في المجالات الناشئة التي تتطلب مهارات عالية ومعرفة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

ومع ذلك، فإن العديد من النساء اللواتي يدرسن في مؤسسات التعليم العالي يحصلن على درجات علمية في مجالاتٍ لا تتسق مع الطموحات الاقتصادية الإقليمية لتنمية التكنولوجيا والصناعات القائمة على الابتكار.

وتبدأ المشكلة من سنٍ مبكرة عندما تفتقر الفتيات إلى التعرف على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ويتم تشجيعهن على متابعة الدراسة في المجالات الأكاديمية مثل العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية والتعليم. كما تؤثر المعتقدات الاجتماعية والثقافية وخصائص سوق العمل الهيكلي على خيارات التعليم العالي للإناث بعيدًا عن مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويفضي ذلك إلى حصر عملية التوظيف في عددٍ محدود من الوظائف في القطاع العام والمؤسسات والدوائر الحكومية.

مجلة (فوربس للمرأة في الشرق الأوسط): ما هي انعكاسات انخفاض معدلات مشاركة المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المجتمعات والاقتصادات العربية؟

عندما يتم تمكين النساء من الوصول إلى كامل إمكاناتهن وقدراتهن في القوى العاملة، فإن ذلك سيؤدي إلى مكاسب اجتماعية واقتصادية كبيرة.

ويزلي شوالييه: زيادة مشاركة المرأة في حقول العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يمكن أن تؤثر على التغيرات في مواقف وأدوار الجنسين ويمكن أن توسع خيارات سوق العمل للنساء. أما بالنسبة لإنخفاض معدلات توظيف الإناث في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات فيمكن أن يكون له آثاراً سلبية للغاية على النمو الإقليمي من خلال حرمان الصناعات الناشئة القائمة على المعرفة من العمالة عالية المهارة. وعلى الرغم من أن مشاركة القوى العاملة النسائية في دول مجلس التعاون الخليجي تُعَد من أقل نسب المشاركة على مستوى العالم، إلا أن هناك إمكانية لجذب النساء المتعلمات تعليمًا عاليًا إلى سوق العمل والسوق المتطور في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على وجه الخصوص. وبالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض مُعدل المشاركات في سوق العمل يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للنساء للدخول في سوق العمل، وخصوصًا في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، أو الشركات التي لديها عدد قليل من النساء. وبدون وجود عدد كافٍ من الإناث في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فإن النساء سيواجهن العديد من العقبات للوصول للنجاح؛ حيث من الممكن ألا تكون لديهن المقدرة على تكوين شبكات الدعم؛ وقد ينظر إليهن على أنهن غير مرئيات أو عاجزات في مؤسساتهن؛ وقد يواجهن صعوبات في العمل مع الزملاء الذكور؛ وقد يواجهن صعوبات في التطور والترقي في أماكن عملهن.

مجلة (فوربس للمرأة في الشرق الأوسط): ما الذي يمكن أن تفعله دول مجلس التعاون الخليجي لتعديل هذه الفوارق؟

ويزلي شوالييه: في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، لا تكون بعض خيارات مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات متاحة للنساء، بما في ذلك العديد من التخصصات الفرعية الهندسية المتقدمة ذات الأهمية الحاسمة للتنمية الإقليمية. ان معالجة مشكلة توافر برامج التدريب المهني والتقني لا يتم فقط عن طريق زيادة عدد الخيارات المتاحة للنساء ولكن أيضًا يتم عن طريق ضمان أن تنتهج المؤسسات سياسة ودية فيما يخص التعامل وقبول النساء وتقديم برامج ذات جودة عالية جذابة للإناث. ولزيادة عدد النساء اللواتي يدرسن في برامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المستوييّن الثانوي والعالي، فإنه سيتعين على دول مجلس التعاون الخليجي معالجة الحواجز الاجتماعية والثقافية التي تحول دون الالتحاق بهذا النوع من التعليم.

ومعالجة هذه الحواجز يتضمن تدخلات وسياسات تستهدف الطالبات وأولياء الأمور والتي من شأنها إحداث تأثير إيجابي على المعتقدات الحالية عن النوعية التي يستهدفها التدريب التقني والمهني، وتوفير فرص عمل للخريجات. ان سهولة الالتحاق في هذا النوع من التعليم، وسوق العمل الفعال والسياسات الاجتماعية، وأماكن العمل الصديقة للعمالة النسائية، كل هذه الأمور تُعد عوامل حاسمة لجذب النساء المُدربات فنيًا من نظم التعليم والتدريب الوطنية إلى التوظيف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وقد أثبتت التجارب التي أُجريت على سياسات التدريب وبرامج دعم الأجور في العديد من دول مجلس التعاون الخليجي على أنها محفزة للشركات لتوظيف المزيد من النساء.

مجلة (فوربس للمرأة في الشرق الأوسط): هل تعتقد أنه من الممكن توجيه الطالبات الدارسات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات إلى مسارات التعليم التقني من خلال توفير المزيد من الاهتمام من المستشارين الأكاديميين في الكليات؟

ويزلي شوالييه: في العديد من دول مجلس التعاون الخليجي، هناك شبه غياب للمرأة في كليات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وضمن هياكل هيئات التدريس المؤسساتية، فإن التربويات في دول مجلس التعاون الخليجي يتركزن أيضًا في الطرف الأدنى من الهرم الأكاديمي. وفي حين أن توفير المزيد من الاهتمام من مستشاري هيئات التدريس في الكليات يمكن أن يلعب دوراً هاماً في زيادة عدد الملتحقات وتوظيف عدد أكبر من الخريجات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إلا أن الأبحاث تُشير إلى أن وجود نماذج نسائية يُقتدَى بها سيكون له تأثيراً أكثر قوة على النجاح الاكاديمي للطالبات عندما يكون لدى هذه النماذج خلفيات مشتركة مع الطالبات. ومن هذا المنظور، فإن وجود أعداد منخفضة من أعضاء هيئة التدريس الإناث يعمل على ترسيخ المعتقدات المتعلقة بأن النساء غير ناجحات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وبسبب أن النساء تاريخيًا كان يتم توظيفهن في الدوائر الحكومية ومؤسسات القطاع العام في غالبية دول مجلس التعاون الخليجي، فإن هناك أيضًا عدداً قليل من النماذج النسائية خارج المؤسسات الأكاديمية. وفي حين أن هناك قيمة وفائدة في تسليط الضوء على نجاحات النساء من العائلات الكبيرة والبارزة في المجتمعات، فإنه من غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن تكون خبرات مثل هؤلاء النساء بمثابة القوة المحركة التي تشعل طموح النساء الأُخريات.

ويبقى التحدي الرئيسي في دول مجلس التعاون الخليجي هو تحديد نماذج قدوة نسائية، وتعريف الفتيات بهذه النماذج المشرقة للإقتداء بهن والسير على دربهن.

مجلة (فوربس للمرأة في الشرق الأوسط): هل يمكن أن يكون التكيف والتنشئة الاجتماعية المبكرة والمجتمع الذكوري هو السبب في هذا التباين؟

ويزلي شوالييه: أفادت الأبحاث حول المحتوى التعليمي في دول مجلس التعاون الخليجي أن الكتب المدرسية قد تحتوي على تحيزات ضمنية تصور النساء في الوظائف الإدارية بدلاً من الوظائف الفنية. وتشير هذه الأبحاث إلى أن النساء في جميع أنحاء المنطقة العربية يتم تنشئتهن اجتماعيًا للعمل في أدوارٍ اجتماعية واقتصادية مختلفة عن الذكور، وجزء من عملية التنشئة الاجتماعية هذه يحدث في المؤسسات التعليمية في مرحلة عمرية مبكرة. وقد أشارت أبحاث سابقة أن محتوى الكتب الدراسية في المنطقة تصور المرأة كعضو في العائلة، بينما تصور الرجال في وظائفهم. والطريقة التي يتم تصوير المرأة بها في الكتب المدرسية للأطفال، حتى في سن مبكرة، يؤثر على فهم الفتيات فيما يخص التصور المستقبلي للأدوار والمسارات المناسبة والمتاحة لهن. وعندما يتم تصوير النساء في أغلب الأحيان على أنهن أمهات أو في مناصب إدارية، فإن الكتب المدرسية تساعد في فرض الأعراف الاجتماعية والثقافية المتعلقة بأن المرأة يجب أن تبقى في المنزل أو أن تعمل في المقام الأول في وظيفة مكتبية في المستقبل. وفي مواد التعلم والمناهج الدراسية في دول مجلس التعاون الخليجي، يتضح أن هناك حاجة إلى نشر نماذج أكثر إيجابية عن النساء والتي توضح إمكانية عملهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

مجلة (فوربس للمرأة في الشرق الأوسط): هل هناك أية مؤشرات تشير إلى تغير إيجابي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أو ربما أمثلة على نجاح المرأة العربية في هذا المجال؟

ويزلي شوالييه: لقد كان هناك العديد من التغييرات التنظيمية والسياسية الإيجابية التي تدل على التغيير. فقد قامت العديد من دول مجلس التعاون الخليجي بتغييرات إيجابية في قوانين العمل لضمان حصول المرأة على أجر مساوٍ للرجل. ومع ذلك، لا تزال هناك قلة في عدد المجالات التي يمكن توظيف النساء فيها وعدد ساعات العمل التي يمكن أن يعملن فيها طبقًا لبعض قوانين العمل الوطنية. وقد حققت غالبية دول مجلس التعاون الخليجي تقدمًا كبيرًا في إنشاء أطر للمؤهلات الوطنية التي تعتبر مهمة لتغيير الآراء حول العمل في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، حيث أن الكثير من الناس لا يفهمون في الوقت الحالي كيف تتعلق المؤهلات الفنية أو المهنية بمؤهلات أكاديمية جامعية أكثر. وفي الوقت الحالي تقود الهيئة الوطنية للمؤهلات بدولة الإمارات العربية المتحدة الجهود الإقليمية نحو تأسيس نظام متكامل للمؤهلات ووضع الأطر التنظيمية له على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي لزيادة قابلية تنقل الطلاب وتوحيد مؤهلاتهم على المستوى الإقليمي.

وتعد المسابقات وسيلة جديدة صاعدة في دول مجلس التعاون الخليجي والتي بدأت في تعريف الطلاب بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وفي العديد من هذه المسابقات على المستوى الإقليمي والدولي، تتفوق شابات من دول مجلس التعاون الخليجي. كما يمكن لمسابقات المهارات الوطنية والإقليمية والعالمية المساعدة في جذب النساء إلى حقول العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ومع ذلك، فإن العديد من المسابقات والفرص التجريبية المُتاحة في المنطقة تميل إلى أن تكون مدعومة من قِبل المنظمات الدولية والشركات متعددة الجنسيات بدلاً من المبادرات المحلية التي يدعمها مجتمع الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي.

مجلة (فوربس للمرأة في الشرق الأوسط): ما هي النصيحة التي تقدمها للشابات الراغبات في دخول ميادين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؟

ويزلي شوالييه: بالنسبة لشريحة الشباب والشابات في دول مجلس التعاون الخليجي، فإن اتباع نصيحة الوالدين للحصول على وظيفة في القطاع العام كان تفكيراً سليماً للغاية بشكلٍ عام في الماضي بسبب ارتفاع المرتبات والمكافآت وظروف العمل المواتية. ولكن في الوقت الحاضر، تشير الأبحاث الجديدة التي أُجريت حول عوائد التعليم في دول مجلس التعاون الخليجي إلى أن مؤهلات مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ولا سيما المؤهلات التي يمكن الحصول عليها من خلال البرامج التقنية والمهنية التي تستمر لمدة عامين، أصبحت ذات قيمة كبيرة في أسواق العمل الإقليمية. وعلى سبيل المثال، تُظهر بعض الدلائل من دولة قطر أن معدل العائد من التعليم الفني يتجاوز معدل التعليم الأكاديمي العالي. وفي مملكة البحرين، فإن التعليم الفني لمدة عامين، بعد المرحلة الثانوية، يُعد أيضًا ذو عائد أعلى من عائد الدرجة الجامعية. ومع ذلك، فإن فجوات المعلومات حول المسار المستقبلي للصناعات والاحتياج للمهارات الناشئة، وعوائد الاستثمار في مجموعة معينة من المهارات، والتوقعات المتعلقة بالعائدات المستقبلية لاستثمارات التعليم والتدريب، غالبًا ما تكون غير متوفرة في البلدان العربية لمساعدة الطلاب على تقييم قراراتهم المتعلقة بالتعليم والعمل. ولهذا السبب، يجب على النساء الشابات المهتمات بالحقول الناشئة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات البحث عن المعلومات وتشكيل علاقات مع النساء اللائي يشاركهن مجال اهتمامهن. وحيث أن مؤشرات الاستشارات المهنية في المنطقة تظهر تحيزاً اجتماعيًا قوياً وتفضيلاً واضحاً للدراسة في الجامعات والحصول على شهادات جامعية أكثر من الإلتحاق بمؤسسات التعليم الفني والتدريب المهني، فإنه يتعين على الشابات إجراء هذه الروابط بأنفسهن ووضع خطط التنمية الفردية التي تفحص المهارات والاهتمامات والقيم الخاصة بهن.