هل يجب أن تحضر أكبر حدث استثماري في المملكة العربية السعودية؟
- يجمع الحدث السنوي الذي يستمر ثلاثة أيام ويديره صندوق الاستثمارات العامة قادة عالميين لبحث كيفية تعزيز الاستثمار لتحقيق النمو ودعم الابتكار
- في أغسطس 2018 ، أعلن عن إنشاء مجلس استشاري رفيع المستوى لتطوير الحدث كمنصة عالمية تساهم في بلورة مستقبل الاستثمار العالمي”
اتخذت المملكة العربية السعودية، خلال العامين الماضيين، خطوات هامة لتقليل اعتمادها على النفط وتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة. وكجزء من هذه الجهود، أطلق صندوق الاستثمارات العامة العام الماضي مبادرة مستقبل الاستثمار إدراكاً لأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه المستثمرون الدوليون في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020. ويهدف صندوق الاستثمارات العامة إلى ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركز رائد للاستثمار الأجنبي المباشر في منطقة غرب آسيا، فضلاً عن معالجة التخارجات التي تسببت في انخفاض التدفقات بنسبة 80٪ إلى 1.4 مليار دولار في عام 2017.
أجرينا أكبر مسح للنظام البيئي الداعم لريادة الأعمال في هذه الدولة.
تعرف على مساهماتنا في دعم المؤسسات الحكومية.
يُذكر أن مؤتمر (مبادرة مستقبل الاستثمار) هو فعالية سنوية تستمر على مدى ثلاثة أيام، ويدير هذا الملتقى العالمي صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية لمناقشة كيفية تشجيع الاستثمار للنمو والابتكار واقتصاديات المستقبل. وتماشياً مع هدف الصندوق في أن يصبح واحداً من "أكبر صناديق الثروة السيادية وأكثرها تأثيراً في العالم"، يجمع الملتقى قادة الأعمال والحكومات والمجتمع المدني لمناقشة مستقبل الاستثمار العالمي. وفي العام الماضي، حضر عدد كبير جداً من البنوك الاستثمارية التي تتسابق على الاكتتابات العامة الأولية، اضافة إلى قادة الأعمال ورؤساء الدول والحكومات وقيادات المجتمع المدني، لمناقشة مستقبل الاستثمار العالمي. كما جاءت التكتلات المالية الكبيرة المتنوعة الطامحة لتسويق منتجاتها، والشركات الناشئة الراغبة في الحصول على تمويل من صندوق رؤية 2030، وشركات التكنولوجيا التي تسعى للتواجد في أسواق المملكة، وقيادات ريادة الأعمال التي تدين بالفضل للتغيرات التي حدثت في إطار رؤية 2030.
كانت النسخة الأولى من منتدى (مبادرة مستقبل الاستثمار) قد انطلقت في العاصمة السعودية، الرياض، عام 2017 تحت اسم «دافوس الصحراء» بمشاركة أكثر من 3800 من الشخصيات الرائدة والمؤثرة في عالم الأعمال من أكثر من 90 دولة. ومن بين الشخصيات التي حضرت هذا الملتقى العالمي، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي (كريستين لاغارد)، ورئيس الوزراء البريطاني السابق (توني بلير)، و(لاري فينك) الرئيس التنفيذي لعملاق الإستثمارات المالية بلاك روك.
الحدث الأبرز لمؤتمر «دافوس الصحراء 2017» تمثل في إطلاق مشروع مدينة «نيوم»، فى إطار رؤية 2030 الطموحة بتحول المملكة العربية السعودية إلى نموذج عالمي رائد، بتكلفة 500 مليار دولار. ومن بين نتائج المنتدى الإعلان عن شراكة بين صندوق الاستثمارات العامة و(بلاكستون) لتأسيس صندوق استثماري مشترك، اضافة إلى مبادرات هامة جداً شملت التعاون بين صندوق الاستثمارات العامة و(فيرجن غالاكتيك) في قطاع الخدمات الفضائية، بالإضافة إلى مذكرة التفاهم لإنشاء خطة الطاقة الشمسية 2030 التي وقعها الصندوق مع مجموعة (سوفت بنك) والتي ستكون إطاراً جديداً لتطوير قطاع الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية.
وقد أعلن صندوق الاستثمارات العامة في شهر أغسطس الماضي عن تشكيل المجلس الاستشاري لمبادرة مستقبل الاستثمار. ويضم المجلس 11 رئيساً تنفيذياً من مختلف دول العالم من ذوي الخبرة الواسعة و التأثير الكبير في قطاعات التكنولوجيا، والمال، والأعمال، والذين يتميزون بدراية عميقة وعلاقات وطيدة بالمملكة العربية السعودية. وسيعمل المجلس الإستشاري على توفير المدخلات الإستراتيجية لجعل المنتدى منصةً عالمية تساعد في تشكيل مستقبل الاستثمار العالمي. ونقدم في الملخصات التالية ومضات سريعة عن كل عضو وعلاقته بالمملكة العربية السعودية لنستشف بين السطور بعض رؤوس الأقلام والموضوعات الرئيسية التي قد تتم مناقشتها في هذه القمة العالمية.
محمد علي العبّار، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية
محمد علي العبّار، أحد أبرز المشاركين في مؤتمر مبادرة مستقبل الإستثمار2017، لديه عدد من المشاريع، إما مخطط لها أو قيد التنفيذ في المملكة العربية السعودية، خاصةً في قطاعيَّ البناء والتجارة الإلكترونية. وباعتباره رئيساً لمجلس إدارة شركة إعمار العقارية التي تتخذ من دبي مقراً لها، فقد شارك في بناء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في جدة والتي تعد أكبر مشروع من نوعهِ في الشرق الأوسط. كما أبدى العبار اهتمامه بالعمل في مشاريع التحول العملاقة في السعودية، مثل مشروع (نيوم) وهو عبارة عن مدينة استثمارية متكاملة، ومشروع تطوير ساحل البحر الأحمر.
ويهتم العبار أيضاً بسوق الاستثمارات التكنولوجية والتجارة الإلكترونية، فإلى جانب أنشطته في قطاع الإنشاءات، ترأس العبار مجموعة من المستثمرين استثمروا، بالاشتراك مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، مليار دولار لإطلاق منصة (نون) للتسوق والتجارة الإلكترونية العام الماضي. وقد لوحظ عند تدشين الشركة أنه سيتم النظر في مشاريع اضافية للاستثمار المشترك في المستقبل.
ومع ذلك، في حين أن العبار استثمر بكثافة في المملكة العربية السعودية والشركات الإقليمية مثل استحواذه على 50 بالمئة من شركة (ميدل إيست فينتشر بارتنرز) التي تستثمر في شركات التكنولوجيا المبتكرة الناشئة، إلا أنه وضع نفسه أيضاً كجهة حمائية عندما يتعلق الأمر بأعمال التجارة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة. وفي هذا السياق، دعا العبار في مقابلة أجريت معه مؤخرًا إلى «سن تشريعات جديدة تفرض ملكية 51% للإماراتيين في شركات التجارة الإلكترونية وما يرتبط بها من أنشطة من شركات خدمات البيع وحتى شركات الخدمات اللوجستية، لحماية الاقتصاد الوطني من شركات عملاقة مثل أمازون». وعلى الرغم من اهتمامه بتوسيع نطاق مصالحه التجارية الكبيرة بالفعل في المملكة العربية السعودية إلا أنه من غير الواضح ما هو موقفه تجاه المستثمرين الدوليين بشكلٍ عام.
أجاي بانغا- المدير التنفيذي لشركة «ماستر كارد» العالمية
يشغل (بانغا) منصب الرئيس التنفيذي ومدير العمليات في شركة «ماستركارد إنكوربوريتد». وفي الملتقى الأول لـ«دافوس الصحراء» صرح (بانغا) بأن «البيانات هي النفط الجديد في العالم». وأشارَ إلى دعمه تحويل اقتصاد المملكة العربية السعودية إلى اقتصاد قائم على المعرفة. وبصفتهِ الرئيس التنفيذي لشركة ماستركارد، أصبح (بانغا) لاعباً نشطاً في العلاقات التجارية السعودية الأمريكية بعد حضوره لـ(منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي-الأمريكي 2018) والذي عُقدَ بمدينة نيويورك في وقتٍ سابق من هذا العام.
أعلن بانجا من خلال منصة المؤتمر أن البيانات هي النفط الجديد.
وقد دَخَل (بانغا) في علاقات تجارية مع قطاع التجارة الإلكترونية السعودي المزدهر في السنوات القليلة الماضية من خلال سلسلة من الشراكات رفيعة المستوى، مثل خدمة الدفع الرقمي (ماسترباس) التي يقدمها البنك الأهلي التجاري من خلال خدمات بطاقة الأهلي الإئتمانية. كما دخلَ في شراكة مع الشبكة السعودية للمدفوعات (مدى) لتقديم خدمات الدفع الإلكتروني في المملكة. وبخصوص الصفقة الأخيرة مع شركة (مدى)، أشارَ رئيس مجموعة ماستركارد للمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين (ج. ك. خليل) إلى أن الشركة «ملتزمة بتسخير خبراتها وامكاناتها التكنولوجية في دعم جهود المملكة في مجال المدفوعات الرقمية».”
وبالنظر إلى مشاركة (بانغا) في الفعاليات والمنتديات السعودية ودخول شركته في سوق التجارة الإلكترونية السعودي، فإنه يتمتع بمكانة جيدة لمساعدة صندوق الاستثمارات العامة في وضع استراتيجية لنمو قطاع التكنولوجيا المالية السعودي. ويأتي تعيين السيد (بانغا) في المجلس الاستشاري لمبادرة مستقبل الاستثمار في توقيتٍ مناسب خاصة بالنظر إلى حقيقة أن قطاع تكنولوجيا المعلومات في البلاد من المتوقع أن ينمو بنسبة 11.9٪ سنوياً على مدى السنوات القليلة المقبلة، ليصل إلى قيمة إجمالية قدرها 18.1 مليار دولار بحلول عام 2022.
ميلودي هوبسون - رئيسة لشركة أرييل لإدارة الاستثمارات (استقالت)
بصفتها رئيسة لشركة إدارة الاستثمارات (أرييل للإستثمارت) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، فإن السيدة (هوبسون) مسؤولة عن قسم الإدارة والتخطيط الإستراتيجي على مستوى الشركة. وبالإضافة إلى دورها في شركة (أرييل للإستثمارت)، تشغل هوبسون منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة (ستاربكس) ومديرة لشركة (جي بي مورغان). والجدير بالذكر هنا أن (جي بي مورغان) تتمتع بحضور نشط في المملكة العربية السعودية، بعد أن أسست شركة (جيه بي مورغان السعودية) في عام 2007، وشاركت في التخطيط لطرح أسهم عملاق النفط العالمي (أرامكو). وفي حين أنه ليس من الواضح ما إذا كان لدى (هوبسون) أي خبرة في العمل في المملكة العربية السعودية إلا أنها تتمتع بخبرة كبيرة في مجال الاستثمار، ويمكنها المساهمة في تقديم منظور عالمي في هذا الإتجاه.
أريانا هافينغتون - المؤسس والرئيس التنفيذي ، ثرايف غلوبال [استقالت]
وبالإضافة إلى كونها مؤسس في (ثرايف غلوبال)، وموقع (هافنغتون بوست) الإخباري، إلى جانب عضويتها في مجالس إدارة كلٍ من (أوبر) و (أونكس) ومركز النزاهة العامة، و(غلوبال سيتيزن)، و (جست غلوبال)، فإن نفوذها وخبراتها تمتدان عبر شبكة متنوعة من القطاعات؛ من وسائل الإعلام إلى قطاع النقل من خلال التطبيقات الذكية، مروراً بإنتاجية الشركات.
لدى (هافينغتون) مصالح تجارية في المملكة العربية السعودية والمنطقة ككل بالإضافة إلى علاقات تربطها بالقادة السعوديين. وفي عام 2015، أطلقت (هافينغتون بوست) نسختها الدولية للعالم العربي تحت اسم (هاف بوست عربي). وفي العام التالي، استثمر الصندوق السعودي للاستثمار في شركة (أوبر) مبلغ 3.5 مليار دولار ، وهو أكبر استثمار له على الإطلاق في شركة خاصة. على المستوى الفردي ، التقت (هافينغتون) سابقاً مع معالي وزير الطاقة السعودي المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، والمدير التنفيذي لأرامكو السعودية الأستاذ ناصر بن عبد الرزاق النفيسي. وعلاوة على ذلك، قامت (هافينغتون) بإدارة جلسات نقاش في فعاليات برعاية الهيئة العامة للترفيه والذي نتج عنها إبرام اتفاقيات مع شركة «إيه.إم.سى» الأمريكية لبناء دور سينما في المملكة والشركة العالمية الرائدة «سيرك دو سوليه».
لعبت (هافينغتون) بالفعل دوراً في تقديم خدمات صناعة الترفيه في الأسواق السعودية، كما أن لديها خبرة هائلة في الأعمال التجارية في البلاد، بدايةً من عملها مع شركة (أوبر) إلى علاقات العمل التي تربطها مع الحكومة وقادة الأعمال وأصحاب الشركات. وعلى هذا النحو، كان يمكن أن تقدم (هافينغتون) مجموعة واسعة من المدخلات الاستراتيجية في مجال الاستثمار الأجنبي، لا سيما فيما يتعلق بقطاع الترفيه السعودي والاقتصاد الرقمي المتنامي في المملكة.
جو كايسر، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة (سيمنس) الألمانية العملاقة المتخصصة في الصناعات الهندسية
لدى شركة الصناعات الهندسية (سيمنس) مصالح تجارية مهمة في المملكة العربية السعودية تعززت في ظل رئاسة (جو كايسر) للشركة الألمانية العملاقة. أحدث أمثلة التعاون بين العملاق الألماني والقطاعات الصناعية السعودية كثيرة ومتعددة نذكر منها على سبيل المثال، وليس الحصر، توقيع مذكرة تفاهم مع البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية في المملكة العربية السعودية، وذلك لدعم الصناعات المستدامة، وكذلك مذكرة التفاهم الموقعة مع مؤسسة الأمير محمد بن سلمان (مسك الخيرية) لإعداد المواهب الشابة الوطنية في مجال التقنيات الحديثة، وتوسيع دائرة المجتمع التقني في المملكة. و مع دخول شركة سيمنس في مفاوضات للعمل في مشروع (نيوم)، صرح جو كايسر في العام الماضي: «لن أكون مندهشًا إذا حدث في أي وقت قريب؛ سيكون هناك إعلان كبير حول التعاون بين المملكة وسيمنس حول كيفية مساعدة المملكة في تحقيق أهداف رؤية 2030 التي تعتبر (نيوم) جزءاً منها». ومع رصيد خبرته الكبيرة بالمملكة العربية السعودية والتزامه المستمر بالعمل معها، يتوقع أن يقدم كايسر مساهمة استراتيجية طموحة على صعيد مبادرة مستقبل الاستثمار خاصةً فيما يتعلق بقطاع الصناعات الهندسية والتكنولوجيا.
لبنى العليان، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الإدارة لشركة العليان المالية
شركة العليان المالية ومقرها السعودية هي مجموعة شركات تعمل في قطاعات صناعية وتجارية وخدماتية واستثمارية، وتدير جميع أعمال واستثمارات مجموعة العليان في المنطقة. وبصفتها الرئيس التنفيذي لشركة العليان للتمويل، والسعودية الوحيدة في المجلس الاستشاري لمبادرة مستقبل الإستثمار، تمثل السيدة لبنى العليان أحد أركان الاقتصاد الوطني. كما أن السيدة لبنى العليان هي أول إمرأة سعودية يتم انتخابها كعضو مجلس إدارة في البنك السعودي الهولندي اضافة إلى عضويتها في مجلس الأمناء. تجدر الإشارة إلى أن السيدة لبنى العليان هي عضوة أيضاً في مجالس إدارة كلٍ من مصرف (بنك اك) التركي، و شركة أليانز العالمية للتأمين، وشركة الإستشارات الإدارية العالمية ماكنزي وشركاه. وهي متحدثة لبقة ذات صيت كبير في المنتدى الاقتصادي العالمي وقد اختارتها مجلات عالمية مثل (فورتشن) و (فوربس) و (التايم) كأحد أكثر الأشخاص تأثيراً في مجال الأعمال في العالم. وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، تم تعيين السيدة لبنى العليان على رأس ثالث أكبر بنك في المملكة العربية السعودية، والذي تم تشكيله مؤخرًا من خلال الدمج بين (البنك الأول) والمصرف السعودي البريطاني (ساب)، مما يجعلها أول امرأة سعودية على الإطلاق تقود مصرفاً في البلاد.
العام الماضي أعلنت شركة العليان المالية أنها تخطط لطرح أسهم شركات تابعة لها للاكتتاب العام مع تقييم محتمل يصل إلى 2 مليار دولار أمريكي. تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تدفع فيه الحكومة المزيد من الشركات العائلية إلى الإدراج في سوق الأسهم السعودية بهدف زيادة الاستثمار في أسواق رأس المال وتعزيز حوكمة الشركات. وكجزء من عملها في شركة العليان المالية، ظلت السيدة لبنى العليان، تاريخياً، مدافعاً قوياً عن مشاركة المرأة الاقتصادية في مسيرة النهضة في البلاد، ودفعت إلى توظيف النساء في شركتها وحشد الدعم من كبار المسؤولين الحكوميين والزملاء.
وبصفتها عضوة في المجلس الاستشاري لمبادرة مستقبل الاستثمار، ستقدم السيدة لبنى العليان خلاصة خبرتها الطويلة داخل البلاد، ومعرفتها العميقة بالقطاعات الصناعية والتجارية والخدمية والاستثمارية في المملكة. كما يبدو من المرجح أنها ستكون داعية قوية لتحسين مناخ الاستثمار السعودي وزيادة المشاركة الاقتصادية للمرأة.
ستيفن شوارزمان، الرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون
تدير (بلاكستون)، المجموعة الإستشارية الرائدة في مجال الإندماج والإستحواذ، ومقرها الولايات المتحدة، أصولاً وأعمالاً في مجموعة من القطاعات تتراوح بين الأسهم والعقارات إلى الائتمان. وقد قامت (بلاكستون) بالفعل باستثمارات كبيرة في المملكة العربية السعودية، بعد أن أعلنت مع صندوق الإستثمارات العامة السعودي في عام 2017 أنها ستنشئ صندوقاً للبنية التحتية بقيمة 40 مليار دولار. وحتى شهر يونيو، جمعت (بلاكستون) ما يقرب من خمسة مليارات دولار لصندوق البنية التحتية المزمع تأسيسه، بينما تعهد صندوق الاستثمارات العامة بما يصل إلى 20 مليار دولار.
والجدير بالذكر أن شوارزمان كان واحداً من 40 مسؤولاً تنفيذياً في الولايات المتحدة قاموا مع سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في وقت سابق من هذا العام بمناقشة الاستثمارات السعودية الأمريكية
وقد أشَادَ (ستيفن شوارزمان)، الرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون العامِلة بمجال الأسهم الخاصة، «ما تعيشونه هو شيءٌ أعتقد أنَّه مذهل. أنتم تشاهدون بأعينكم النمو الاقتصادي وأموراً أخرى جيدة تحدث فقط عندما يكون لديك حكومات ذكية ذات توجه إصلاحي».”
وبالنظر إلى استثماراته الضخمة في البلاد وتوقعاته الإيجابية، فمن المتوقع أن يدعو شوارزمان إلى تحسين مناخ الاستثمار السعودي وتنويع الاقتصاد.
ماسايوشي سون، الرئيس التنفيذي لمجموعة سوفت بنك
المجالات التي يعمل فيها ماسايوشي سون، الرئيس التنفيذي لمجموعة (سوفت بنك)، كثيرة ومتنوعة وتشمل، من بين أنشطة أخرى، منتجات التكنولوجيا، والاتصالات، والتجارة الإلكترونية، وإنترنت الأشياء، وقطاع النقل والمواصلات، والطاقة المتجددة. ماسايوشي سون تربطه علاقات تجارية قوية مع المملكة العربية السعودية. ومع اعتزام مجموعة (سوفت بنك) العمل مع السعودية في مشروع إقامة مدينة (نيوم) التجارية والصناعية الجديدة، تخطِّط المجموعة لإستثمار ما يصل إلى 25 مليار دولار في المملكة العربية السعودية على مدى أربع سنوات (2018 إلى 2021). ومؤخرًا ، وقع (سون) اتفاقية بقيمة 200 مليار دولار مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبناء مشروع لتوليد الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية، والذي قد يصبح أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم على الإطلاق. ومع ذلك، كانت هناك مؤخراً روايات متضاربة حول ما إذا كان المشروع سوف يمضي قدما.
ساهم صندوق الاستثمارات العامة السعودي بمبلغ 45 مليار دولار في (صندوق الرؤية) الأول التابع لمجموعة سوفت بنك اليابانية من أصل 93 مليار دولار
ويركز صندوق الرؤية على قطاع التكنولوجيا، وهو أكبر صندوق أسهم خاصة في العالم حيث جذب اهتمام وسائل الإعلام لاستثماراته الضخمة. وبالإضافة إلى ذلك، سبق أن أشارت مجموعة سوفت بانك إلى أنها تهدف إلى مساعدة الشركات من محفظة صندوق الرؤية لتأسيس عمليات لها في منطقة الشرق الأوسط من خلال مكاتبها الإقليمية في الرياض وأبو ظبي. وتشمل محفظة الصندوق شركات مثل (أوبر) و (ديدي تشوكسنغ) و (كاتيرا) شركة التكنولوجيا الرائدة في تطوير قطاعات الإنشاء والتصميم، وغيرها. وستكون علاقات ماسايوشي سون القوية بالمملكة العربية السعودية وخبرته الاستثمارية الإقليمية الهامة مكسبًا كبيرًا لمبادرة مستقبل الإستثمار، خاصة فيما يتعلق بقطاعات هامة مثل التكنولوجيا والطاقة.
تجاني تيام، الرئيس التنفيذي، مجموعة كريدي سويس
Iبالإضافة إلى دوره كرئيس تنفيذي لمجموعة مصارف كريدي سويس، شاركَ (تجاني تيام)، الرئيس التنفيذي للمجموعة، في رئاسة المنتدى الاقتصادي العالمي وانضم إلى مجموعة الثلاثين الإقتصادية مما يدل على خبرته المالية العالمية القوية. وفي وقتٍ سابق من هذا العام، سافر إلى المملكة العربية السعودية لتقديم طلب للحصول على ترخيص مصرفي كامل، مما يوحي بأن مجموعة مصارف كريدي سويس قد تتمكن قريباً من فتح فروع لها بالمملكة. وقد خصصت مجموعة مصارف كريدي سويس بالفعل 600 مليون دولار لتوسيع قاعدة عملياتها في البلاد. وبحسب ما ورد قام بتوظيف مصرفيين لعملياته بالسعودية في تخصصات تشمل إدارة الثروات، والخدمات المصرفية الخاصة، والخدمات المصرفية الاستثمارية. ويأتي تعيين (تجاني تيام) في المجلس الإستشاري لمبادرة مستقبل الإستثمار مبشراً بالخير وعلامة واعدة سواء بالنسبة لمجموعة مصارف كريدي سويس أو لتطوير القطاع المالي السعودي.
بيتر ثيل، الشريك المؤسس في صندوق فاوندرز
بصفته رائداً من رواد الأعمال ومستثمراً كبيراً، قام (بيتر ثيل) بتأسيس (باي بال)، كما ساهم بأول استثمار للشركة في منصة الفيسبوك. ومن خلال الصندوق المالي للمشاريع الناشئة (صندوق المؤسسين) الذي أسسه، استطاعت العديد من الشركات الناشئة في جميع المراحل والقطاعات الانطلاق وتحقيق النجاح مثل شركة (أير بي إن بي) لحجوزات السفر وبيوت العطلات، وشركة تطبيقات المواصلات (لايفت)، والمنصة الإلكترونية للبث الموسيقي (سبوتيفاي)، وشركة (سبيس اكس) المتخصصة في خدمات النقل الفضائي. ومع أنه لا يبدو أن (بيتر ثيل) لديه الكثير من المصالح التجارية القائمة في المملكة العربية السعودية، إلا أنه شاركَ في مؤتمر مبادرة مستقبل الإستثمار العام الماضي، كما أنه كان أحد كبار قيادات التكنولوجيا العالمية من الذين التقوا مع سمو ولي العهد محمد بن سلمان في وقتٍ سابق من هذا العام خلال زيارة سمو الأمير الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية.
وبالنظر إلى طبيعة عمله وخبرته الواسعة، من المتوقع أن يؤدي تعيين (بيتر ثيل) في المجلس الإستشاري لمبادرة مستقبل الإستثمار إلى تسهيل دخول شركات المحافظ المالية العالمية إلى أسواق المملكة العربية السعودية و / أو تمويل رأس المال المخاطر للشركات السعودية الناشئة، بما يسهم في نهضة وتقدم البلاد. وربما سيكون (بيتر ثيل) في وضعٍ يسمح له بتعزيز الاتجاه نحو اعتماد العملة الرقمية في البلاد.
يقدم المجلس الإستشاري لمبادرة مستقبل الإستثمار مزيجًا متنوعًا من الخبرات القطاعية والمصالح التجارية إلى المملكة العربية السعودية، من الصناعات الهندسية والترفيه والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا وتمويل مشروعات ريادة الأعمال والتكنولوجيا المالية والطاقة الشمسية والاقتصاد الرقمي.
فإن الخبرات المهنية الواسعة لأعضاء المجلس ستكون بمثابة موردٍ قيَّم في الدفع باتجاه تحويل الأهداف الطموحة لرؤية 2030 من المفاهيم والتعهدات إلى الاستثمارات والعمل.