لازال معظم أساتذة الجامعات العرب يستخدمون طرق تدريس تقليدية في قاعات المحاضرات بعيداً عن أساليب التعليم الحديثة.
أصدرت تحسين للاستشارات دراسة بعنوان «استخدام التقنيات التعليمية في التعليم العالي العربي» والتي تستكشف استخدام التقنيات التعليمية الحديثة من قِبَل أساتذة الجامعات في 17 دولة عربية. وأظهرت نتائج الدراسة أن التربويين العرب يتخلفون بشكلٍ كبير عن نظرائهم على مستوى العالم في استخدام طرق التدريس الحديثة التي أثبتت نجاعتها في زيادة معدلات التفاعل والمشاركة الطلابية، وارتفاع معدل متابعة المحاضرات والتسجيل في المساقات الدراسية، اضافة إلى ارتفاع معدلات النتائج الدراسية، وانخفاض نسبة تسرب الطلاب.
ونظرًا لأن شريحة الشباب تمثل نسبة مرتفعة على الخريطة الديموغرافية في المنطقة، وبسبب الاستخدام واسع النطاق لتقنيات الهواتف المحمولة، يواجه التربويون العرب التحدي المتمثل في تلبية التوقعات الجديدة للطلاب العرب الذين يرغبون في خوض تجارب تعلم تفاعلية تتناسب مع الإحتياجات والمهارات الفردية التي تختلف من طالبٍ إلى آخر.
في السياق نفسه، قال السيد وليد العرادي، الرئيس التنفيذي لشركة «تحسين للاستشارات»، والذي يترأس فريق الباحثين: ” تُعَدُ هذه واحدة من أكبر الدراسات للنظر في استخدام وسائل التدريس الحديثة في مؤسسات التعليم العالي العربية“.
وفي اطار الدراسة المشَار إليها، قامت «تحسين للاستشارات» بتحليل البيانات من 250 مشاركاً من مختلف مؤسسات التعليم العالي العامة والخاصة اضافة إلى مؤسسات التدريب التقني والمهني في جميع أنحاء المنطقة العربية. وتتمحور الدراسة الإستقصائية حول وعي وادراك المشاركين بأحدث التقنيات والوسائل التعليمية، واستخدام طرق التدريس وإلقاء المحاضرات الحديثة في قاعات الدراسة، ومدى رضا المشاركين عن الوظائف والخيارات اللغوية التي يقدمها مزودي التكنولوجيا.
وأظهرت نتائج الدراسة أن 11٪ فقط من أساتذة التعليم العالي العرب يستخدمون تقنيات التعليم الحديثة مثل نظم إدارة التعلم في القاعات الدراسية.
وجاءت معدلات استخدام المحاضرين العرب للوسائل الحديثة في التدريس على مستوى المنطقة العربية أقل بنسبة 93٪ من نظرائهم من أساتذة التعليم العالي في الولايات المتحدة الذين يستخدمون تقنيات التعليم الحديثة لتقديم مقاربات تربوية منهجية تجمع بين التعليم الإلكتروني والدراسة المستقلة والأساليب التقليدية المتبعة في الفصول الدراسية التقليدية.
وقال العرادي: «لقد تم تبني مقاربات تعلم على مستوى العالم تجمع بين التدريس المباشر في قاعات المحاضرات وتقديم المحتوى التعليمي عبر شبكة المعلومات الدولية، مع تمكين الأساتذة من التواصل بشكلٍ أفضل مع طلابهم من خلال تزويدهم بالأدوات التعليمية المناسبة التي توفر لهم المزيد من الوقت للقيام بأنشطة التعلم المختلفة». وأضافَ العرادي أن «نتائج الدراسة تسلط الضوء على الانتشار الواسع للتعليم التقليدي المباشر في العالم العربي»، وأشارَ إلى أن «المنطقة تأتي في مراكز متراجعة عن الدول الأخرى التي تبني مناهج تعليمية حديثة في التعليم العالي».
وعند سؤالهم عن أسباب عدم استخدامهم لطرق التدريس الحديثة في الفصول الدراسية، يشير المحاضرون والمعلمون العرب إلى ثقافة مؤسسية أخفقت في الترويج لاستخدام التقنيات الحديثة في التدريس، ناهيك عن نقص التدريب في هذا المجال، وسوء البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.
ومن أجل تجاوز أساليب التدريس المباشر، تحتاج مؤسسات التعليم العالي العربية إلى تسليط الضوء على فعالية التقنيات الجديدة في رفع المعدلات الدراسية للطلاب. وعلاوة على ذلك، تحتاج تلك المؤسسات إلى تدريب الأساتذة والمحاضرين حيث أنه يمكن للتكنولوجيات التعليمية أن تلعب دوراً هاماً في الإرتقاء بالمستوى الأكاديمي للشباب العرب الذين يستخدمون تكنولوجيا الهواتف والأجهزة اللوحية المحمولة على نطاقٍ واسع ولديهم امكانية الوصول إلى خدمات الإنترنت عالي السرعة.
وعلق السيد (ويس شوالجي)، المؤلف المشارك للدراسة، بالقول أنه «على الرغم من زيادة استخدام الإنترنت في العالم العربي بنحو 27 ضِعف خلال العقد الماضي، والذي يعتبر أحد أعلى معدلات النمو في العالم، إلا أن أخصائيي التعليم العالي العرب لازالوا يعتمدون على الجوانب التقليدية التي تنتهج استراتيجيات تعليمية وجهية لا تتضمن أساليب التدريس الحديثة».
إن التربويين العرب، وخاصة في أكبر المؤسسات في المنطقة، غير راضين عن التقنيات المتاحة تجارياً في السوق حالياً.
وعندما سُئلوا عن مدى رضاهم عن التقنيات التعليمية المتوفرة حالياً في مؤسساتهم، أبدى المتخصصون في التعليم العالي في الدول العربية اهتماماً كبيراً بمدى فاعلية التقنيات المتوفرة عالمياً وامكاناتها اللغوية. ويبدو أن هذا القصور يجعل المعلمين غير تواقين لدمج التقنيات في صفوفهم.
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة «إديــو أون غــو»، والمشارك في هذه الدراسة السيد (ردفـان أليــو)، وهي من الشركات الجديدة في المنطقة: «يطالب أخصائيو ضمان الجودة، على نحوٍ متزايد، بتقنيات سهلة الاستخدام، تُحسِّن الكفاءة، وتتوافق مع الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية المحمولة، وتوفر أدوات تعاونية تعزز من وسائل التواصل الاجتماعي. ويمكن للبرامج الإلكترونية الناشئة، المستندة إلى خدمة الحوسبة السحابية، مساعدة المؤسسات في تعليم الطلاب والحد من تسربهم من المؤسسات التعليمية، وتحسين الإدارة المؤسسية، وزيادة انتاجية العاملين في المجالات التربوية، والتيسير على الدارسين».
الحصول على نسخة من الدراسة
للحصول على نسخة من دراسة «استخدام التقنيات التعليمية في التعليم العالي العربي» يرجى الضغط على الرابط التالي: http://tahseen.eduongo.com.
حول الدراسة
أجرت تحسين للاستشارات الدراسة في أواخر عام 2012. وشملت الدراسة استبيانًا باللغتين الإنجليزية والعربية لـ250 أستاذًا ومدرسًا في 100 مؤسسة للتعليم العالي في 17 بلدًا في الوطن العربي. هذا وقد تم إدراج مؤسسات التعليم العالي العامة والخاصة في إطار العينة، وقد سئل المشاركون عن جميع تقنيات التعلم المتاحة تجارياً في الأسواق الإقليمية والعالمية.