اجتمعت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي مؤخرًا مع ويزلي شوالييه ، الرئيس التنفيذي للعمليات في تحسين للإستشارات ، لقراءة مؤشرات أداء سوق أبوظبي العالمي بعد عامٍ واحد من إنطلاقهِ، واستعراض الخطط الطموحة التي تضطلع بها أبوظبي لجعل دولة الإمارات العربية المتحدة في مصاف الدول المتقدمة كمركز مالي عالمي ومركز متقدم لصناعة وصيانة هياكل وقطع غيار الطائرات.
غرفة تجارة وصناعة أبوظبي: كيف يمكن لسوق أبوظبي العالمي تغيير المشهد الاقتصادي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة؟
ويزلي شوالييه: لطالما كانت أبو ظبي لاعباً قوياً في قطاع الخدمات المالية الإقليمية حيث تلعب دوراً ريادياً كبيراً في قطاع الخدمات المالية في المنطقة سيمكن سوق أبوظبي العالمي أبو ظبي من توسيع نفوذها كمركز مالي إقليمي يركز بشكلٍ أساسي على الخدمات المصرفية التجارية والإسلامية إلى مركز مالي عالمي يقدم مجموعةً واسعةً من الخدمات المالية مثل الخدمات المصرفية الخاصة وإدارة الثروات وإدارة الأصول.
المراكز المالية مثل سوق أبوظبي العالمي ومركز دبي المالي العالمي تدعم جهود التنويع الاقتصادي، فضلا عن الاستجابة إلى الطلب على الخدمات المالية المتطورة على نحو ٍمتزايد بفضل الدور المتنامي الذي تلعبه المراكز المالية من خلال تقديم خدمات متميزة تلبي احتياجات قطاع المال والأعمال والشركات الناشئة، والمؤسسات، والهيئات الحكومية والخاصة.
ومع ذلك ، فإن عدد الشركات المرخصة من قبل سوق أبوظبي العالمي حتى الآن لا يفصح بالكثير حول ما إذا كانت أبوظبي تطور قطاع خدمات مالية أكثر اتساعاً وشمولية بما يتفق مع توجهات وأهداف رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030.
على المدى الطويل، فإن هذه الرؤية تكمن في وضع دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع امارات الدولة على الخارطة العالمية كمركز دولي موحد للخدمات المالية يقدم مجموعةً كاملةً من الخدمات المالية المماثلة للمراكز المالية العالمية الرائدة الأخرى.
غرفة تجارة وصناعة أبوظبي: بعد مرور عام ، هل نجح سوق أبوظبي العالمي؟
ويزلي شوالييه: وصل عدد الشركات المسجلة والمرخصة في سوق أبوظبي العالمي إلى مائة وسبعين شركة في السنة الأولى من انطلاق السوق. وإذا قارنت ذلك مع امكانات جذب الشركات والمكاتب لاستئجار مساحات لها في المراكز المالية الإقليمية الأخرى المماثلة والمناطق الحرة في المنطقة، ستجد أن سوق أبوظبي العالمي أحرز نجاحاً ملحوظاً منذ بدء تقديم خدماته. على سبيل المثال، بعد سنة من إطلاق مرحلة التأسيس لمزاولة الأعمال بمركز قطر للمال في عام 2004، وصل عدد المستأجرين بالمركز إلى حوالي 50 شركة.
استفادت شركة ستراتا من القدرات التي طورتها لخدمة العملاء المحليين لتصبح موردًا عالميًا للشركات العالمية الرائدة المصنعة للطائرات مثل أيرباص وبوينغ ورولز رويس و جنرال الكتريك.
ومع ذلك ، فإن عدد الشركات المرخصة من قبل سوق أبوظبي العالمي حتى الآن لا يفصح بالكثير حول ما إذا كانت أبوظبي تطور قطاع خدمات مالية أكثر اتساعاً وشمولية بما يتفق مع توجهات وأهداف رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030.
لن يتضح نجاح سوق أبوظبي العالمي في أن يصبح مركزًا للخدمات المالية إلا في فترة زمنية تتراوح ما بين خمس إلى عشر سنوات ، ولكن الإشارات الأولية للنجاح، التي تنبأت قبل ذلك بصعود نجم كيانات مماثلة في المناطق الحرة الصناعية الأخرى في المنطقة، موجودة حيث تتوفر كل شروط النجاح لهذا الصرح العالمي الكبير.
غرفة تجارة وصناعة أبوظبي: لنحول دفة الموضوع قليلاً باتجاه شركة (ستراتا)، ما هي نقاط قوة الشركة؟
ويزلي شوالييه:في عام 2008 ، حددت الرؤية الاقتصادية 2030 نية أبو ظبي في أن تصبح لاعباً عالمياً مؤثراً في قطاع صناعة الطائرات وبالتحديد في مجال إنتاج أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة وقطع الغيار وتوريدها لشركات صناعة الطائرات في العالم.
لقد تم اختيار هذا المجال الحيوي كقطاع تركيز مكثف لرأس المال ، وموجه للتصدير، والذي يمكن أن يعزز التنويع الاقتصادي وأهداف التحول نحو تبني الاقتصاد القائم على المعرفة.
الدعم الحكومي القوي لتطوير قطاع الطيران ، والاستثمار في البنية التحتية للطيران ، مثل مجمع نبراس العين للطيران في مدينة العين بأبوظبي الذي يتم تطويره بشكل مشترك بين مبادلة وشركة مطارات أبوظبي، ومبنى ميدفيلد وهو جزء من مشروع مجمع مطار أبوظبي الدولي الرئيسي، وتشرف عليه شركة أبوظبي للمطارات، بالإضافة إلى نمو كل من دبي وأبو ظبي باعتبارهما محطتين عالميتين للطيران، يضمنان لشركة ستراتا وجود سوق محلي قوي لمنتجاتها.
وباعتبار الناقلين الوطنيين من أكبر المشترين العالميين للطائرات التي تنتجها كلاً من شركة أيرباص الأوروبية وشركة بوينج الأمريكية ، فإن شركات الطيران الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة هم أيضاً عملاء محليين أقوياء استعانت بهم ستراتا لتنمو على المستوى الدولي.
إن نجاح شركة ستراتا للتصنيع المتخصصة في صناعة أجزاء هياكل الطائرات هو نتيجة للدعم الذي تلقته صناعة الطيران من حكومة أبو ظبي وكذلك التنفيذ الاستراتيجي البارع لإدارة شركة ستراتا للتصنيع والشركة العملاقة الأم، مبادلة، حيث أسهمت هذه العوامل في بناء قدرات عالمية على مستوى تصنيع وصيانة وتشغيل قطع غيار وهياكل الطائرات.
وقد استفادت شركة ستراتا من القدرات التي طورتها لخدمة العملاء المحليين لتصبح موردًا عالميًا للشركات العالمية الرائدة المصنعة للطائرات مثل أيرباص وبوينغ ورولز رويس و جنرال الكتريك.
غرفة تجارة وصناعة أبوظبي: كيف ترى أوضاع السوق والمنافسة في السنوات القادمة؟
ويزلي شوالييه: انخفاض إيرادات مبيعات تذاكر الطيران للركاب بسبب تراجع أسعار النفط، إلى جانب تقلبات أسعار صرف العملات الأجنبية ، وضغوط الأسعار جميعها تشكل حاليًا خطرًا رئيسيًا على شركة ستراتا. على سبيل المثال ، في هذا السياق أعلنت مجموعة الإمارات في نوفمبر 2016 عن انخفاض أرباحها بنسبة 64٪ مقارنة بالعام الذي سبقه بسبب المنافسة القوية وتراجع الطلب على السفر وبالتالي تذاكر الطيران.
ومع ذلك ، فإن اتساع أنشطة شركة ستراتا وتصدير منتجاتها على مستوى العالم من شأنه حماية الشركة من تقلبات الأسواق التي تؤثر على طلبات تسليم الطائرات ومتطلبات الصيانة.
ومن المحتمل أن تشكل المنافسة من مراكز عمليات صيانة وإصلاح وتشغيل الطائرات الناشئة الأخرى تحديًا لخطط أبو ظبي لتعزيز مكاسبها لمواصلة بناء قطاع الطيران لديها. على سبيل المثال ، يمكن للهند ، مع نمو قطاع الطيران لديها، والقوى العاملة الماهرة ، ومزايا التكلفة ، أن تكون مركزاً منافساً قوياً لأبوظبي.
وثمة مسألة أخرى ناشئة أخرى لا تزال غير واضحة وهي كيف سيؤثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة في عام 2018 على القطاع من حيث التنافس مع شركات الصيانة والإصلاح والتشغيل الأجنبية.